سورة يونس - تفسير تفسير القشيري

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (يونس)


        


الْكَذِبُ في الشرع قبيحٌ، وإذا كان على الله فهو أقبح.
ومِنَ المْفتَرين على الله: الذين يُظْهِرون من الأحوال ما ليسوا فيه صادقين، وجزاؤهُم أَنْ يُحْرَمُوا ذلك أبداً، فلا يَصلِون إلى شيء.


ذَمَّهُم على عبادة ما ليس منه ضَرٌّ ولا نَفَعٌ.
فدليلُ الخطاب يقتضي أَنْ يكونَ المعبودُ منه الضَّرُ والنفع، ومِنْ فَرْطِ غباوتهم أنهم انتظروا في المآلِ الشفاعةَ ممن لا يوجَدُ منه الضَّرُّ والنَّفْعُ في الحال، ثم أخبر أنهم يخبرون عما ليس على الوجه الذي قالوا معلوماً، ولو كان كما قالوا لَعلِموا أنه سبحانه لا يَعْزُبُ عن علمه معلومُ.
ومعنى قوله: {لاَ يَعْلَمُ}: خلافه. ومَنْ تَعَلَّقَ قلبُه بالمخلوقين في استدفاع المضَارِّ واستجلاب المسَارِّ فكالسالِك سبيلَ مَنْ عَبَدَ الأصنام؛ إذ المنْشِئُ والموجِدُ للشئِ مِنَ العَدم هو الله- سبحانه.


وذلك مِنْ زمان آدم عليه السلام إلى أن تحاربوا، والحق- سبحانه- سَبَق قضاؤه بتأخير حسابهم إلى الآخرة، ولذلك لا يُجِيبُهم إلى ما يستعجلونه من قيام القيامة.
وإنما اختلفوا لأنَّ الله خَصَّ قوماً بعنايته وقبوله، وآخرين بإهانته وإبعاده، ولولا ذلك لَمَا كانت بينهم هذه المخالفة.

2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9